أيها الرفقاء النبلاء،
إنّ السيوف المجرَّدة التي شهدتها عندما أقبلت على تلكلخ سيوف لها تاريخ، إنها سيوف كانت دائماً تسلّ في سبيل نصر أو تغلّب، تغلّب من أجل العصبية التي كانت تربط هذه السيوف جمعاً واحداً وسيفاً واحداً محدوداً بالعصبية التي يتوطد تحتها، إنها لم تعد للعصبية التي كانت تسلّ من أجلها فيما مضى بل إنها أصبحت تخص حركة يتوقف عليها مصير أمة، حركة تضم رجالاً أكثر عدداً، وإلى جانب هذه السيوف سيوف أخرى تتعانق في سبيل الغلبة، غلبة العصبية العامة التي هي عصبية القومية السورية.
إنّ انضمام هذه السيوف إلى الحركة السورية القومية لا يفقدها شيئاً من مفاخرها التي كانت لها، بل إنها يزيد في مجدها وفي مضائها.
إننا اجتمعنا في سبيل غاية وهذه الغاية هي أننا قررنا أن لا نكون بعد اليوم قطيعاً يساق، بل تكون إرادتنا هي التي تقرر في كل أمر له علاقة بمصيرنا.
إنّ حركة الحزب السوري القومي تجمع كل العصبيات التي تنضوي تحت المجموع السوري لتجعل منها شخصية واحدة، هي شخصية الأمة السورية.
إنّ الأمة لها قوميتها والقومية ليست مجرّدة عن الأمة، ولذلك نحن نعمل للقومية السورية لأنه يوجد في العالم أمة هي الأمة السورية.
ولسنا نعمل لاسم وهمي بل نعمل لشيء حقيقي تنطوي تحته مصالح ملايين من البشر يتألف منها الشعب السوري، ونحن قمنا لنخدم هذه المصالح.
لا يحق لنا ونحن نتخبط في دياجير التفرق والجهل والتعصب بأن نتوسع في التخيلات وأن نظن أننا نمثّل مصالح أوسع من مصالحنا.
إننا لا ندّعي أننا نمثّل أكبر مما نمثّل حقيقة وإذا ادّعينا وإذا قلنا إننا نمثّل مصالح أكثر نكون خائنين.